کد مطلب:90512 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:436
قَدْ عَلِمَ السَّرَائِرَ، وَ خَبَرَ الضَّمَائِرَ. لَهُ الاِحَاطَةُ بِكُلِّ شَیْ ءٍ، وَ الْغَلَبَةُ لِكُلِّ شَیْ ءٍ، وَ الْقُدْرَةُ[3] عَلی كُلِّ شَیْ ءٍ. وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِله إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَریكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، [ وَ ][4] أَمینُ وَحْیِهِ، وَ خَاتَمُ رُسُلِهِ، وَ بَشیرُ رَحْمَتِهِ، وَ نَذیرُ نِقْمَتِهِ. أَمَّا بَعْدُ، عِبَادَ اللَّهِ، أُوصیكُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ، وَ اعْلَمُوا[5] أَنَّ أَفْضَلَ مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی الإیمَانُ بِهِ وَ بِرَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ، وَ مَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ[6]، وَ الْجِهَادُ فی سَبیلِهِ، فَإِنَّهُ ذِرْوَةُ الإِسْلاَمِ. وَ كَلِمَةُ الاِخْلاَصِ فَإِنَّهَا الْفِطْرَةُ[7]. وَ إِقَامُ الصَّلاَةِ فَإِنَّهَا الْمِلَّةُ، وَ إِیتَاءُ الزَّكَاةِ فَإِنَّهَا فَریضَةٌ وَاجِبَةٌ. وَ صَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَانَّهُ جُنَّةٌ حَصینَةٌ[8] مِنَ الْعِقَابِ. وَ حَجُّ الْبَیْتِ [صفحه 328] وَ اعْتِمَارُهُ فَإِنَّهُمَا میقَاتٌ لِلدّینِ[9]، [ وَ ] یَنْفِیَانِ الْفَقْرَ، وَ یَرْحَضَانِ[10] الذَّنْبَ، وَ یُوجِبَانِ الْجَنَّةَ[11]. وَ صِلَةُ الرَّحِمِ فَإِنَّهَا مَثْرَاةٌ فِی الْمَالِ، وَ مَنْسَأَةٌ فِی الأَجَلِ، وَ تَكْثیرٌ فِی الْعَدَدِ، وَ مَحَبَّةٌ فِی الأَهْلِ[12]. وَ صَدَقَةُ السِّرِّ فَإِنَّهَا تُكَفِّرُ الْخَطیئَةَ، وَ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَ تَعَالی[13]. وَ صَدَقَةُ الْعَلاَنِیَةِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ میتَةَ السُّوءِ. وَ صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ فَإِنَّهَا تَقی مَصَارِعَ الْهَوَانِ[14]. أَلاَ فَتَصَدَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ مَنْ تَصَدَّقَ[15]، وَ أَفیضُوا فی ذِكْرِ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ[16] فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الذِّكْرِ، وَ هُوَ أَمَانٌ مِنَ النِّفَاقِ، وَ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَ تَذْكِرَةٌ لِصَاحِبِهِ عِنْدَ كُلِّ خَیْرٍ یَقْسِمُهُ اللَّهُ جَلَّ وَ عَزَّ، وَ لَهُ دَوِیٌّ تَحْتَ الْعَرْشِ[17]. وَ ارْغَبُوا فیمَا وَعَدَ اللَّهُ الْمُتَّقینَ، فَإِنَّ وَعْدَهُ أَصْدَقُ الْوَعْدِ، وَ كُلُّ مَا وَعَدَ بِهِ فَهُوَ آتٍ كَمَا وَعَدَ[18]. وَ اقْتَدُوا بِهَدْی نَبِیِّكُمْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ[19] فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْهُدی، وَ اسْتَنُّوا بِسُنَّتِهِ فَإِنَّهَا أَهْدَی[20] السُّنَنِ. وَ تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ كِتَابَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالی[21] فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدیثِ وَ أَبْلَغُ الْمَوْعِظَةِ[22]، [صفحه 329] وَ تَفَقَّهُوا فیهِ فَإِنَّهُ رَبیعُ الْقُلُوبِ، وَ اسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ لِمَا فِی[23] الصُّدُورِ، وَ أَحْسِنُوا تِلاَوَتَهُ فإِنَّهُ أَنْفَعُ[24] الْقَصَصِ، وَ إِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[25]. وَ اتَّبِعُوا النُّورَ الَّذی لاَ یُطْفی، وَ الْوَجْهَ الَّذی لاَ یَبْلی، وَ اسْتَسْلِمُوا[26] لأَمْرِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَعَ التَّسْلیمِ. وَ إِذَا هُدیتُمْ لِعِلْمِهِ فَاعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُمْ مِنْهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[27]، فَإِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَیْرِ عِلْمِهِ كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذی لاَ یَسْتَفیقُ مِنْ جَهْلِهِ. بَلْ قَدْ رَأَیْتُ أَنَّ[28] الْحُجَّةَ عَلَیْهِ أَعْظَمُ، وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالی أَلْوَمُ. وَ الْحَسْرَةُ[29] أَلْزَمُ[30] عَلی هذَا الْعَالِمِ الْمُنْسَلِخِ مِنْ عِلْمِهِ مِنْهَا عَلی هذَا الْجَاهِلِ الْمُتَحَیِّرِ فی جَهْلِهِ، وَ كِلاَهُمَا حَائِرٌ بَائِرٌ، مُضِلٌّ مَفْتُونٌ مَثْبُورٌ، مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فیهِ وَ بَاطِلٌ مَّا كَانُوا یَعْمَلُونَ[31]. فَاللَّهَ اللَّهَ، أَیُّهَا النَّاسُ، فیمَا اسْتَحْفَظَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ، وَ اسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ حُقُوقِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ یَخْلُقْكُمْ عَبَثاً، وَ لَمْ یَتْرُكْكُمْ سُدیً، وَ لَمْ یَدَعْكُمْ فی جَهَالَةٍ وَ لاَ عَمیً، قَدْ سَمَّی آثَارَكُمْ، وَ عَلِمَ أَعْمَالَكُمْ، وَ كَتَبَ آجَالَكُمْ. أَنْزَلَ عَلَیْكُمُ الْكِتَابَ تِبْیَاناً[32]، وَ عَمَّرَ فیكُمْ نَبِیَّهُ أَزْمَاناً، حَتَّی أَكْمَلَ لَهُ وَ لَكُمْ، فیمَا أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ، دینَهُ[33] الَّذی رَضِیَ لِنَفْسِهِ، وَ أَنْهی إِلَیْكُمْ عَلی لِسَانِهِ مَحَابَّهُ مِنَ الأَعْمَالِ وَ مَكَارِهَهُ، [صفحه 330] وَ نَوَاهِیَهِ وَ أَوَامِرَهُ، فَأَلْقی إِلَیْكُمُ الْمَعْذِرَةَ، وَ اتَّخَذَ عَلَیْكُمُ الْحُجَّةَ، وَ قَدَّمَ إِلَیْكُمْ بِالْوَعیدِ، وَ أَنْذَرَكُمْ بَیْنَ یَدَیْ عَذَابٍ شَدیدٍ. فَاسْتَدْرِكُوا بَقِیَّةَ أَیَّامِكُمْ، وَ اصْبِرُوا لَهَا أَنْفُسَكُمْ، فَإِنَّهَا قَلیلٌ فی كَثیرِ الأَیَّامِ الَّتی تَكُونُ مِنْكُمْ فیهَا الْغَفْلَةُ، وَ التَّشَاغُلُ عَنِ الْمَوْعِظَةِ. عِبَادَ اللَّهِ، لاَ تَرْتَابُوا فَتَشُكُّوا، وَ لاَ تَشُكُّوا فَتَكْفُروَا، وَ لاَ تَكْفُرُوا فَتَنْدَمُوا[34]، وَ لاَ تُرَخِّصُوا لأَنْفُسِكُمْ فَتَذْهَبَ بِكُمْ الرُّخَصُ مَذَاهِبَ الظَّلَمَةِ فَتَهْلِكُوا[35]، وَ لاَ تُدَاهِنُوا فِی الْحَقِّ، إِذَا وَرَدَ عَلَیْكُمْ وَ عَرَفْتُمُوهُ[36]، فَیَهْجُمَ بِكُمُ الإِدْهَانُ عَلَی الْمَعْصِیَةِ، فَتَخْسَرُوا خُسْرَاناً مُبیناً. عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ مِنَ الْحَزْمِ أَنْ تَتَّقُوا اللَّهَ، وَ إِنَّ مِنَ الْعِصْمَةِ[37] أَنْ لاَ تَغْتَرُّوا بِاللَّهِ[38]. عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ أَنْصَحَ النَّاسِ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُهُمْ لِرَبِّهِ، وَ إِنَّ أَغَشَّهُمْ لِنَفْسِهِ[39] أَعْصَاهُمْ لِرَبِّهِ. عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ مَنْ یُطِعِ اللَّهَ یَأْمَنْ وَ یَسْتَبْشِرْ، وَ مَنْ یَعْصِهِ یَخِبْ وَ یَنْدَمْ وَ لاَ یَسْلَمْ. عِبَادَ اللَّهِ، سَلُوا اللَّهَ الیَقینَ، فَإِنَّ الْیَقینَ رَأْسُ الدّینِ، وَ ارْغَبُوا إِلَیْهِ فِی الْعَافِیَةِ، فَإِنَّ أَعْظَمَ النِّعْمَةِ الْعَافِیَةُ، فَاغْتَنِمُوهَا لِلدُّنْیَا وَ الآخِرَةِ، وَ ارْغَبُوا إِلَیْهِ فِی التَّوْفیقِ، فَإِنَّهُ أُسُّ وَثیقٌ. وَ اعْلَمُوا، عِبَادَ اللَّهِ، أَنَّ خَیْرَ مَا لَزِمَ الْقَلْبَ الْیَقینُ، وَ أَحْسَنَ الْیَقینِ التُّقی، وَ أَفْضَلَ أُمُورِ الْحَقِّ الْحُسْنی، وَ أَفْضَلَ أُمُورِ الْحُسْنی عَزَائِمُهَا[40]، وَ شَرَّهَا مُحْدَثَاتُهَا، وَ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَ كُلَّ مُحْدِثٍ مُبْتَدِعٌ، وَ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَ مَنِ ابْتَدَعَ فَقَدْ ضَیَّعَ. وَ مَا أَحْدَثَ مُحْدِثٌ بِدْعَةً إِلاَّ تُرِكَ بِهَا سُنَّةٌ. وَ بِالْبِدَعِ تُهْدَمُ السُّنَنُ. [صفحه 331] أَیُّهَا النَّاسُ، إِیَّاكُمْ وَ الْكَذِبَ، فَإِنَّ كُلَّ رَاجٍ طَالِبٌ، وَ كُلَّ خَائِفٍ هَارِبٌ[41]، وَ الْمَغْبُونُ مَنْ غَبَنَ نَفْسَهُ[42]، وَ الْمَغْبُوطُ مَنْ سَلِمَ لَهُ دینُهُ، وَ حَسُنَ[43] یَقینُهُ، وَ أَنْفَدَ عُمْرَهُ فی طَاعَةِ رَبِّهِ[44]، وَ السَّعیدُ مَنْ وُعِظَ بِغَیْرِهِ، وَ الشَّقِیُّ مَنِ انْخَدَعَ لِهَوَاهُ وَ غُرُورِهِ. وَ اعْلَمُوا، عِبَادَ اللَّهِ[45]، أَنَّ یَسیرَ[46] الرِّیَاءِ شِرْكٌ، وَ أَنَّ إِخْلاَصَ الْعَمَلِ مِنْ قُوَّةِ الْیَقینِ[47]، وَ الْهَوی یَقُودُ إِلَی النَّارِ. وَ إِیَّاكُمْ وَ[48] مُجَالَسَةَ أَهْلِ الْهَوی فَإِنَّ[49] [ هَا ] مَنْسَأَةٌ لِلإیمَانِ[50]، وَ مَحْضَرَةٌ لِلشَّیْطَانِ[51]، وَ تَدْعُو إِلی كُلِّ غَیٍّ. وَ النَّسی ءُ زِیَادَةٌ فِی الْكُفْرِ[52]. وَ أَعْمَالُ الْعُصَاةِ تَدْعُو إِلی غَضَبِ الرَّحْمنِ، وَ سَخَطُ الرَّحْمنِ یَدْعُو إِلَی النَّارِ. وَ مُحَادَثَةُ النِّسَاءِ تَدْعُو إِلَی الْبَلاَءِ، وَ تُزیغُ الْقُلُوبَ، وَ الرَّمَقُ لَهُنَّ یَخْطَفُ نُورَ أَبْصَارِ الْقُلُوبِ، [صفحه 332] وَ لَمْحُ الْعُیُونِ إِلَیْهِنَّ مِنْ مَصَائِدِ الشَّیْطَانِ. وَ مُجَالَسَةُ السُّلْطَانِ[53] تُهَیِّجُ النّیرَانَ. أَلاَ، عِبَادَ اللَّهِ، اصْدُقُوا فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّادِقینَ، وَ[54] جَانِبُوا الْكَذِبَ فَإِنَّهُ مُجَانِبٌ لِلإیمَانِ. أَلاَ وَ إِنَّ[55] الصَّادِقَ عَلی شَفَا[56] مَنْجَاةٍ وَ كَرَامَةٍ، وَ الْكَاذِبَ عَلی شُرَفِ[57] مَهْوَاةٍ وَ مَهَانَةٍ[58]. أَلاَ وَ قُولُوا الْحَقَّ[59] تُعْرَفُوا بِهِ، وَ اعْمَلُوا بِهِ تَكُونُوا مِنْ أَهْلِهِ. وَ أَدُّوا الأَمَانَةَ[60] إِلی مَنِ ائْتَمَنَكُمْ عَلَیْهَا. وَ صِلُوا الأَرْحَامَ وَ لَوْ قَطَعُوكُمْ، وَ عُودُوا بِالْفَضْلِ عَلی مَنْ حَرَمَكُمْ. وَ إِذَا عَاهَدْتُمْ فَأَوْفُوا. وَ إِذَا حَكَمْتُمْ فَاعْدِلُوا. وَ إِذَا ظُلِمْتُمْ فَاصْبِرُوا. وَ إِذَا أُسی ءَ إِلَیْكُمْ فَاعْفُوا وَ اصْفَحُوا كَمَا تُحِبُّونَ أَنْ یُعْفی عَنْكُمْ. وَ لاَ تَفَاخَرُوا بِالآبَاءِ، وَ لاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإیمَانِ[61]. أَلاَ وَ لاَ تَمَادَحُوا وَ لاَ تَمَازَحُوا، وَ لاَ تَمَارُوا، وَ لاَ تَغَاضَبُوا، وَ لاَ تَبَاذَخُوا، وَ لاَ یَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَیُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ یَأْكُلَ لَحْمَ أَخیهِ مَیْتاً[62]. [صفحه 333] وَ لاَ تَحَاسَدُوا فَإِنَّ الْحَسَدَ یَأْكُلُ الإیمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الحَطَبَ. وَ لاَ تَبَاغَضُوا فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ. أَفْشُوا السَّلاَمَ فِی الْعَالَمِ، وَ رُدُّوا التَّحِیَّةَ عَلی أَهْلِهَا بِمِثْلِهَا أَوْ بِأَحْسَنِ مِنْهَا. وَ ارْحَمُوا الأَرْمَلَةَ وَ الْیَتیمَ، وَ الضَّعیفَ وَ الْمِسْكینَ وَ الْمَظْلُومَ. وَ أَعینُوا الْغَارِمینَ، وَ فی سَبیلِ اللَّهِ، وَ ابْنَ السَّبیلِ، وَ السَّائِلینَ، وَ فِی الرِّقَابِ، وَ الْمُكَاتِبِ. وَ انْصُرُوا الْمَظْلُومَ، وَ أَعْطُوا الْمَفُرُوضَ، وَ جَاهِدُوا فی سَبیلِ اللَّهِ. وَ اقْرُوا[63] الضَّیْفَ، وَ أَحْسِنُوا إِلَی الْجَارِ، وَ عُودُوا الْمَرْضی، وَ شَیِّعُوا الْجَنَائِزَ، وَ كُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَاناً. وَ أَحْسِنُوا الْوُضُوءَ، وَ حَافِظُوا عَلَی الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فی أَوْقَاتِهَا، فَإِنَّهَا مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ بِمَكَانٍ، وَ مَنْ تَطَوَّعَ خَیْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلیمٌ[64]. وَ تَعَاوَنُوا عَلَی الْبِرِّ وَ التَّقْوی وَ لاَ تَعَاوَنُوا عَلَی الإِثْمِ وَ الْعُدْوَانِ[65]. وَ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَ لاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[66]. وَ اعْلَمُوا، عِبَادَ اللَّهِ[67]، أَنَّ الأَمَلَ یُسْهِی الْعَقْلَ، وَ یُنْسِی الذِّكْرَ، وَ یُكْذِبُ الْوَعْدَ، وَ یَحُثُّ عَلَی الْغَفْلَةِ، وَ یُورِثُ الْحَسْرَةَ[68]، فَأَكْذِبُوا الأَمَلَ وَ لاَ تَثِقُوا بِهِ[69]، فَإِنَّهُ غُرُورٌ، وَ صَاحِبُهُ مَغْرُورٌ[70]. أَیُّهَا النَّاسُ، مَنْ عَرَفَ مِنْ أَخیهِ مُرُوءَةً، [ وَ ] وَثیقَةَ دینٍ، وَ سَدَادَ طَریقٍ، فَلاَ یَسْمَعَنَّ فیهِ [صفحه 334] أَقَاویلَ النَّاسِ[71]، وَ مَنْ حَسُنَتْ عَلاَنِیَتُهُ فَنَحْنُ لِسَریرَتِهِ أَرْجی. أَلاَ لاَ یَرُدَّنَّ یَقینَكُمْ شَكّاً[72]، أَمَا إِنَّهُ قَدْ یَرْمِی الرَّامی، وَ تُخْطِئُ السِّهَامُ، وَ یُحیلُ[73] الْكَلاَمُ عَلی طَریقِ الشَّنَآنِ[74]، وَ بَاطِلُ ذَلِكَ یَبُورُ، وَ اللَّهُ سَمیعٌ وَ شَهیدٌ. أَمَا وَ إِنَّهُ لَیْسَ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ إِلاَّ أَرْبَعُ أَصَابِعَ. فسئل عن معنی قوله هذا. فجمع علیه السلام بین أصابعه و وضعها بین أذنه و عینه، ثم قال: اَلْبَاطِلُ أَنْ تَقُولَ سَمِعْتُ بِأُذُنی[75]، وَ الْحَقُّ أَنْ تَقُولَ رَأَیْتُ بِعَیْنی[76]. [ وَ ] لَیْسَتِ الرَّوِیَّةُ كَالْمُعَایَنَةِ[77] مَعَ الأَبْصَارِ، فَقَدْ تَكْذِبُ الْعُیُونُ أَهْلَهَا، وَ لاَ یَغُشُّ الْعَقْلُ مَنِ اسْتَنْصَحَهُ[78]. [ ثم قال: ] یَا عَبْدَ اللَّهِ، لاَ تَعْجَلْ فی عَیْبِ أَحَدٍ[79] بِذَنْبِهِ، فَلَعَلَّهُ مَغْفُورٌ لَهُ. وَ لاَ تَأْمَنْ عَلی نَفْسِكَ صَغیرَ مَعْصِیَةٍ فَلَعَلَّكَ مُعَذَّبٌ عَلَیْهِ. فَلْیَكْفُفْ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ عَیْبَ غَیْرِهِ لِمَا یَعْلَمُ مِنْ عَیْبِ نَفْسِهِ، وَ لْیَكُنِ الشُّكْرُ شَاغِلاً لَهُ عَلی مُعَافَاتِهِ مِمَّا ابْتُلِیَ بِهِ غَیْرُهُ. وَ إِنَّمَا یَنْبَغی لأَهْلِ الْعِصْمَةِ، وَ الْمَصْنُوعِ إِلَیْهِمْ فِی السَّلاَمَةِ، أَنْ یَرْحَمُوا أَهْلَ[80] الذُّنُوبِ [صفحه 335] وَ الْمَعْصِیَةِ، وَ یَكُونَ الشُّكْرُ عَلی مُعَافَاتِهِمْ[81] هُوَ الْغَالِبَ عَلَیْهِمْ، وَ الْحَاجِزَ لَهُمْ عَنْهُمْ، فَكَیْفَ بِالْعَائِبِ الَّذی عَابَ أَخَاهُ، وَ عَیَّرَهُ بِبَلْوَاهُ؟. أَمَا ذَكَرَ مَوْضِعَ سَتْرِ اللَّهِ عَلَیْهِ مِنْ ذُنُوبِهِ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الذَّنْبِ الَّذی عَابَهُ بِهِ؟. وَ كَیْفَ یَذُمُّهُ بِذَنْبٍ قَدْ رَكِبَ مِثْلَهُ؟. فَإِنْ لَمْ یَكُنْ رَكِبَ ذَلِكَ الذَّنْبَ بِعَیْنِهِ فَقَدْ عَصَی اللَّهَ فیمَا سِوَاهُ مِمَّا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ. وَ أَیْمُ اللَّهِ، لَئِنْ لَمْ یَكُنْ عَصَاهُ فِی الْكَبیرِ، وَ عَصَاهُ فِی الصَّغیرِ، لَجُرْأَتُهُ عَلی عَیْبِ النَّاسِ أَكْبَرُ. أَقُولُ قَوْلی وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لی وَ لَكُمْ[82].
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ الْخَلْقِ، وَ فَالِقِ الإِصْبَاحِ[1]، وَ نَاشِرِ الْمَوْتی، وَ بَاعِثِ مَنْ فِی الْقُبُورِ[2].
صفحه 328، 329، 330، 331، 332، 333، 334، 335.
باختلاف یسیر. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 81. و نسخة الأسترابادی ص 86. و نسخة عبده ص 202. و نسخة الصالح ص 116. و نسخة العطاردی ص 82. و منهاج البراعة ج 8 ص 9. و نهج السعادة ج 2 ص 425. و ج 3 ص 212. باختلاف بین المصادر. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 19. و نهج السعادة ج 3 ص 215. و نهج البلاغة الثانی ص 46. باختلاف بین المصادر. و غرر الحكم ج 1 ص 32. و تحف العقول ص 106. و منهاج البراعة ج 8 ص 10. و مستدرك كاشف الغطاء ص 19. و نهج السعادة ج 2 ص 428 و ج 3 ص 215. و نهج البلاغة الثانی ص 46. باختلاف.